أما الحب العاقل فتسبقه الحسابات والظروف والمتغيرات.. والحب العاقل ستار نخفي فيه عدم القدرة علي المغامرة.. يختار الإنسان شاطئا هادئا مريحا ويلقي علي الرمال متاعب رحلته.. وهنا يمكن أن يستعيد, وهو يشاهد الأمواج من بعيد, جنونه القديم ويتذكر هذا القلب العابث المغامر يصارع الأمواج ولا يرضي أن يقضي وقته فوق الرمال في الحب العاقل, نحلم فقط بما نستطيع.. وفي الحب المجنون لا حدود لأحلامنا وفي أحيان كثيرة تنقلب حياة الإنسان, وهو يصارع سنوات الخريف, ويتصور أن الجنون يعيد له شيئا من شبابه ويلقي بنفسه في الأمواج وهو لا يعلم ان الإرادة لا تعني دائما القدرة وأن الرغبة في السباحة لا تعني ان الإنسان قادر علي أن يرجع عقارب الزمن للوراء.. في الحب العاقل يكتفي الإنسان بالأشياء الصغيرة.. ربما كلمات قليلة..ربما عتاب رقيق.. ربما سؤال في لحظة احتياج.. وحين تهدأ الأمواج وتسكن الشواطئ يجلس الإنسان مع نفسه ويشاهد البوم حياته ويتذكر لحظات حبه العاصف وكيف كان الكون, كل الكون, بين يديه.. يتذكر وجوها غابت.. وكلمات رحلت واماكن سكنتها الأشباح ويحاول ان يسترجع من الأمس شيئا فلا يجد غير كلمات عتاب.. لا تحرم نفسك من لحظة حب مجنون فسوف تندم عليها كثيرا حينما تجلس علي شاطئ الغروب.. وحتي لاتشعر بالأسي وانت تشاهد من بعيد مواكب العشاق حولك من كل لون وعمر وتتمني لو انك غامرت يوما وأشبعت جنونك ونزلت تصارع الأمواج.. أجمل مافي الحب المجنون انه بلا حسابات.. واقسي ما في الحب العاقل أن احلامه قليلة.. وما بين عمر بلا حساب وحب بلا أحلام تمضي بنا رحلة العمر فوق الأمواج حينا وفوق الرمال في أغلب الأحيان.